السياحة: التدريب والتأهيل أولوية استراتيجية لدى وزارة السياحة للارتقاء بالقطاع وتعزيز تنافسيته
قال أمين عام وزارة السياحة والآثار الاستاذ الدكتور فادي بلعاوي، إن برامج التدريب والتأهيل التي تنفذها الوزارة تشكل ركيزة أساسية في تطوير القطاع السياحي، مؤكداً أثرها المباشر في رفع كفاءة الكوادر البشرية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح.
وبين الدكتور بلعاوي، خلال مشاركته في الجلسة الأولى للملتقى الذي عُقد في جامعة اليرموك بعنوان "التعليم السياحي والفندقي بين النظرية والتطبيق"، أن الاستثمار في تدريب العاملين يسهم في بناء قدرات مهنية متخصصة تتماشى مع المعايير الدولية، ما يعزز من تنافسية المنتج السياحي الأردني ويدعم جهود الترويج للمملكة كوجهة سياحية متميزة.
وقال خلال الجلسة التي أدارها الدكتور أكرم الرواشدة، وشارك فيها كل من رئيس لجنة السياحة والتراث بمجلس الأعيان ميشيل نزال، ورئيس لجنة الخدمات العامة والسياحة والآثار النيابية النائب وصفي حداد، ونائب المدير العام لهيئة تنشيط السياحة وائل الروسان، "إن وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع عدد كبير من الشركاء في القطاع الأكاديمي والفندقي، تعمل على تنفيذ برنامج عمل تدريبي مميز يستهدف هذا العام ألف باحث عن عمل، بالإضافة إلى 450 من العاملين في القطاع السياحي بهدف رفع مستوى مهاراتهم وتعزيز كفاءاتهم".
وأشار الدكتور بلعاوي، إلى أن الوزارة خرجت من إطار العمل التقليدي والبيروقراطي في خططها التنفيذية، وتعمل حاليًا ضمن مجموعة من المحاور، أبرزها التدريب والتأهيل في القطاع السياحي وتطوير التشريعات، مؤكداً ضرورة مراجعة البرامج الأكاديمية، وربطها بشكل مباشر مع احتياجات سوق العمل، لضمان مواءمتها مع متطلبات القطاع السياحي
وقال " إن الأردن بلد سياحي بامتياز، حيث حباه الله بالعديد من المواقع السياحية والأثرية المتميزة"، مشيرا إلى أن القطاع السياحي يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.
وأوضح بلعاوي، أن هناك مقاييس ومعايير عالمية معتمدة لاحتساب أعداد السياح والدخل السياحي، وهذه المعايير لم توضع من قبل الأردن، بل يتم تطبيقها وفق ما هو متعارف عليه دوليا.
وأوضح، أن وزارة السياحة والآثار هي جهة ممكنة، حيث تعمل على توفير الأدوات والتسهيلات اللازمة للقطاع الخاص وتمكينه من أداء دوره بكفاءة، مشيراً إلى إنشاء صندوق لتطوير وتنمية القطاع السياحي والذي يهدف إلى دعم وتطوير القطاع في حال حدوث أزمات، إلى جانب تعزيز برامج التدريب والتأهيل، لا سيما وأن القطاع السياحي يُعد من أكثر القطاعات تأثرًا بالأزمات.
وقال الدكتور بلعاوي "إن الأردن، وعلى الرغم من الظروف والتحديات الإقليمية، يظل بلدا مستقرا وآمنا، ويتمتع قطاعه السياحي بالمرونة والقدرة على تجاوز الأزمات".
وبين، أنه جرى العمل على مراجعة وتعديل العديد من التشريعات التي تساهم في جذب المستثمرين وتسهيل الإجراءات أمامهم، مبيناً أن الوزارة لم تعد الجهة المسؤولة عن ترخيص المنشآت السياحية، بل أصبح دورها يتركز على تصنيف هذه المنشآت.
واستعرض بلعاوي أعداد السياح والدخل السياحي المحقق، كما تحدث عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يقودها الشباب الأردني، والتي تشكل رافدًا مهمًا للقطاع.
من جهته، أكد رئيس لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان العين ميشيل نزال، أن التعليم السياحي يحتل مكانة محورية في تطوير القطاع، إذ تكمن أهميته في إعداد كوادر مؤهلة ومدرّبة قادرة على تلبية احتياجات السوق والمستهلكين على حد سواء، بما يعزز جودة الخدمات ويرتقي بتجربة السائح.
وبيّن أن مجلس الأعيان، من خلال لجنته المختصة بالسياحة والتراث، يضع هذا القطاع الحيوي ضمن أولوياته التشريعية والرقابية، ويعمل على توفير بيئة تمكينية جاذبة للاستثمار، تسهم في رفع جودة الخدمات السياحية وتعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني وتمكين المجتمعات المحلية.
من جانبه، أكّد رئيس لجنة السياحة والآثار النيابية النائب وصفي حداد، أن لجنة الخدمات العامة والسياحة والآثار النيابية تعتمد نهجاً ميدانياً مستمراً، يتجلى في زياراتها المتواصلة للمواقع الأثرية والمنشآت الفندقية في مختلف محافظات المملكة.
وأشار إلى أن التدريب العملي في القطاع السياحي لا يقتصر على إتقان المهارات التشغيلية فحسب، بل يتطلب أيضاً تنمية مهارات التواصل بين الثقافات وإجادة اللغات الأجنبية، بما يعزز كفاءة العاملين في القطاع.
وأكد نائب المدير العام لهيئة تنشيط السياحة وائل الروسان، أهمية التكامل بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي في قطاع السياحة، لافتاً إلى أن الترويج الفعّال يبدأ من الداخل، عبر إعداد كوادر مؤهلة تمتلك فهماً عميقاً للمنتج السياحي الأردني وكيفية تقديمه بصورة احترافية وجاذبة.
يشار الى أن الجلسة الثانية التي تولى إدارتها الدكتور حكم شطناوي، تحدث فيها كل من نائب رئيس لجنة جمعية الفنادق حسين هلالات، وايمن عبابنه من جمعية الادلاء السياحيين الأردنية، وهيثم عمر مدير وحدة السياحة في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.